الاثنين، 12 ديسمبر 2011

















حتي الشيطان ... منافق





تعودت أن يأتيتي في وسوسة معلنة في نفسي .. حين أطرب بسماعي تلك الأغنية .. وأسرق منها إلي محيط كوني آخر .. ليظهر فجـأة أب الضمير من النفس .. ويعاتبني من معصية .. لخالق .. ويذكرني ألا يتملكك الخجل من هدايا النعم الوافرة .. لتتنازلين عن ما يغضبه تعالى ؟ .. فأستعين بحجتي من هوى .. لأرد مسرعة بدفاعي عن نفسي .. أنه الشيطان .. الشيطان هو من أغواني .. فاستسلمت له في دقائق معدودة ..

أقف أمام مرآتي لأجمل الرتوش الأخيرة من ملامحي .. بتحديد كحل لعين .. أتراقص أمام مراتي بلفحات من شعر .. أغنجه على كتفي .. مستعدة للخروج ....
أقضي اليوم جميــل في بستان أحداث .. وحدث من محدث .. بين تدرجات نصيب بمواقف منها السعيد ومنها الباهت ومنها ما يكدر صفو النفس .. لأعود في نهاية يومي .. لأجده منتظرني على تلك الأريكة .. التي تظهر بمجرد الدخول .. في حجرة من نفس .. الضمير الأب .. ليسائلني لم كنتِ ؟ فأقول .. شيطان .. لما قبلتِ .. فأصرخ له أرجوك لا تقسى أنه الشيطان سرقني من نفسي .. واصطحبني معه في حفلة دنيوية جميلة .. والكل كان هناك لست وحدي .. يرفض ردودي المكررة .. وينظر في عين نفسي ليستشف عشقي لها .. فيؤخذني حينها بطيبة أب ويجلسني مجلس الحضن الدافيء .. ليقول لي .. قصص شيطان .. دمر فلان .. وأشقى علان .. فتبكي عيني من ندم .. وأدعوه بالدعوه لي بأكبر نعمة في وجود .. من هدايـــة ...

وبعدها تغفــوا عين .. بعد غسل مقلتها بقليل من دمعة تأنيب لضمير ...

يأتي النهار بتلك الشمس المتفائلة .. والسماء ذات الأفق الساحر .. الذي يجعلني أشتاق لو استقلبت أرضا عن سماء لألهو مع سحابات بيضاء لؤلؤية .. وألبس ثوبها السماوي .. آآآآآآه منك يا سماء الدنيا ما اجملك فكيف لمهجتي صبرا في تحمل غنـَّــاء من أرضك .. أعلنها انني متيمة في دنياك ...
تسرقني روح من دنيا مدللة .. لتمسح من ذاكرة قول البارحة من ليل .. فيتلألأ بريق عيني بالسعادة .. متناسية .. دمعة في حضن أب ..
...

كم هو خبيث ، يجملها قبل أن أراها بأجمل زينة .. لتغرقني في بحر من سحرها .. هــا أنا قد عرفت أوكــاره وأحباله حين يغويني .. لأدافع عن نفسي أمام تأنيبات من ليل .
...
قد رزقت بصديقة من ملاك في أرض .. تلك الفتــاة الراقية .. التي ترتدي الخمار .. من باب ذل لسوء من نفس لأخد أنصب كبيرة من رضا الله سبحانه وليس من باب فرض في خمار .. تلك التي منحت انوثتها علوا لا ترائيه أعين مريد .. من هلاك .. كانت تمتلك روحا مرحه.. تختلق أقوال في كنايات عن حال .. فتستصرخ مني ضحكات هستيرية .. لأقول ويحك انتي لست منهم .. لتحاججني كعادتها وتلك ميزتها .. ( هم مين ؟ يا بنتي احنا بشر نقدر نضحك ونهزر هو التدين اننا نلبس وش البوم .. ) لتستكمل .. بوجوب التفرقة بين منهج .. ومطبق .. فالمنهج الديني هو كمال الأخلاق بلا منازع .. الا أننا لا نضمن عادة هوائيات المطبق .. فلا تؤخذك جريرة فلان عن علان في رفض أشخاص .. لأرد .. أنسيتي فلانة حين حقرت سافرة أمام كل .. لأنها ترتدي ملابس تخالف الشريعة ...
أو ليس الدين أساس الخلق .. كما اسلفتِ .. إذن هل نستقرأ عناوين فهرس قبل .. معرفة عنوان من كتاب .. أليست الهداية أكبر النعم .. فهي التي ترضيك بنصيبك من دنيا بقناعات مؤمن بقضاء وقدر .. وهل للتدين أن يخلق لمطبق نظره استعلاء بنعمة من هدايه ؟؟
قالت .. صحيح .. إن البعض من المطبقين .. قد حفظوا العناوين قبل أن يتوغلوا في عمق السماحة .. فأنا حين انظر لها تلك السافرة لا احتقرها بتاتا .. بل أدعوا لها بالنعمة التي حباني بها .. والهداية لتسعد بميزان العدل ..بين صارخ الأهواء .. وبين عشق رضا الرب ..بالعرفان ..

سرق الحديث .. وقت الصديقتين المتعارضتين شكلا .. تماما .. والمتفقتان على أسس وثوابت المنطق العقلاني ..
لنخلق تساؤلات من نفسنا .. كيف جاء نبي الرسالات ..حين قال ( ص) : "إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق"

صرح متكامل لمطبق عاقل .. وهل لم تمارس الأخلاق قبلا ؟ هل بوجود العرب الذين تغني الشعراء بكرمهم وشهامات رجالهم .. قبل الإسلام ..أكان ينقصهم الكثير ؟ هل جهل من جاهلية أخفي نور حق .. !!!

لا اعتقد أن الإسلام جاء يكرم خلق وأنت تنادي بدينه ؟
فأي دين يحقق لك قتل الأبرياء بحجة المخالفة في عقيدة أو دين أو مذهب !! ..هل عرفت من الإسلام فقط " الفتوحات الإسلامية في سيف " متى كان قطع عنق أسير بريء بين يديكم أمام شاشات التلفاز فخرا للإسلام .. كيف تقتلع أبنا من حضن أمه بتفجيره على مرأى من عينيها متي كان قتل مسلما لمسلم فرض جهاد ..

متي كنا نتشدق بالقتله باقتناص مسمى ..المجاهد في سبيل الله .. هل استرخصتم دم البشر .. هل هناك مفاتيح لجنان سماوية ملككم الله مفاتيحها فمن شأتم أسلمتموه ومن خالفكم أعدمتموه .. بئس الفعل قبل قول ..
تكني نفسك بالمجاهد !! ويحا لشيطانك المنافق .. كيف تَلبَّس لك في وجه ملاك .. في خير يقتص أرواحا بريئة في هلاك .. أي حجة تتشدق بها في سبيل الله ..
وكيف وقد وصل الإسلام إلي بلاد اندونيسيا وهي أكبر دولة اسلامية بتعداد خمس مسلمين العالم كله ؟؟؟ 165 مليون مسلم .. لم يكن بالسيف بل كان بسلاح الخلق الذي بهرهم من التجار المسلمين .. العدل والصدق والأمانة والرقي في التعامل ...مازلت تصر على الحفظ دون الفهم .. في تطبيق عار لأسمى دين سماوي .. كيف غيبت عن وعي لترى من يخالفك كافر.. ويستحق قصاص من عدلك ..

حتى الشيطان منافق .. حين غواك على أكبر معصية وهي القتل بحجة جهاد في سبيل الله ..
عــز الله الإسلام .. منكم .. ورد له نظره انسان محايد يرى فيه السماحة وتحقيق مطالب الروح والجسد بكلية الإيمان .. ونجانا من نظرة الإرهاب التي وصمنا بها من شعناء أفعالكم .. مازلت احترم ذاك الأمريكي الذي دخل في الإسلام لا عن تبعية أبوان ولا عن سيف .. بل عن اختيار من تكريم عقل بالتعقل .. ومازلت أحتقرك حين أراك تتكلم بلسان مستقطع من أسلمات خلقها جهلك .



***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق